** مقدّمة المحرّر الأدبي


عن عملٍ توحيديّ نادر في زمن الانقسام


في زمنٍ تتكاثر فيه الحدود والجدران، ويعلو صوت الطائفية فوق صوت الإنسانية، يأتي هذا العمل الفريد كصرخة محبة وعقل.


الدكتور أنطوان إلياس جعجع، بعين العارف وقلب المتأمّل، يقدّم لنا دراسة لاهوتية مقارنة ليست مجرد جمعٍ للنصوص، بل دعوة لفهم أعمق للرسالات، ولجوهر الإنسان الذي يسكن خلف الحروف.


هذا الكتاب لا يهاجم أحدًا، ولا ينحاز لعقيدة ضد أخرى، بل يفتح مساحات مشتركة للقاء، ويضيء على ما هو أعظم من المذاهب: الحق، والعدل، والمحبّة. وفيه مِن الفكر الفلسفي، والبعد الروحي، والتوثيق النصّي، ما يجعله مرجعًا للباحثين، وملاذًا للمؤمنين، وجسرًا للمنفتحين.


ليس من السهل أن تكتب بهذه الجرأة والرصانة معًا. وليس من العدل أن يُقرأ هذا العمل بصمت. بل يستحق أن يُناقش، ويُدرّس، ويُترجم، ويُنشر في كل أرضٍ لا تزال تؤمن بأن الله واحد، والإنسان واحد، والسماء مفتوحة للجميع.


المحرّر الأدبي

بيروت، تموز 2025




Comments

Popular posts from this blog